كيفية أداء العمرة للنساء بالتفصيل

لأداء العمرة أفضال على مؤديها، منها أن تكفر السيئات ما لم ترتكب الكبائر، فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، وفيما يلي نعرض كيفية أداء العمرة للنساء كما ورد عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_.

كيفية أداء العمرة للنساء

تتباين الأحكام المتعلقة بمناسك العمرة للمرأة عنها للرجل، أما الأركان فلا يختلف منها شيئًا، وفيما يلي نشرح بالتفصيل صفة العمرة للنساء كما ورد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ وصحابته _رضوان الله عليهم.

ما يستحب للمرأة قبل الخروج للميقات

  • يسن للمرأة التي تريد العمرة _كما يسن للرجل_ إزالة الشعر عن الجسم، وتقليم الأظفار، الاغتسال والطهارة، حتى لو كانت المرأة حائضًا أو نفساء يسن لها ذلك أيضًا _إلا الطواف بالبيت فيشترط فيه الطهارة_، فإن لم يتيسر لها الاغتسال فلا حرج، قال الشيخ العثيمين _رحمه الله_: والاغتسال عند الإحرام سُنَّةٌ في حق الرجال والنساء، حتى المرأة الحائض والنفساء؛ لأن النبي _صلى الله عليه وسلّم_ أمر أسماء بنت عُميس حين ولدت محمد بن أبي بكر في ذي الحليفة في حَجّة الوداع أمرها فقال : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي. _رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه_.
  • ليس للمرأة لباس خاص بالإحرام؛ لأنها مأمورة بالتستر، فالمرأة تحرم بثيابها إلا إذا كان لباسٌ للزينة فلا تلبس لباس زينة ولا لباس شهرة، كما أنها لا تتبرج بزينة الوجه ولا تمس من الطيب شيئًا لا في جسدها ولا في ملابسها.

الإحرام من الميقات

  • في الطريق إلى مكة يمر كل معتمرٍ بميقات قدومه، ما يسمى بالمواقيت المكانية، وهي:
    • ذو الحليفة (أبيار علي): لأهل المدينة.
    • الجحفة (رابغ): لأهل الشام.
    • قرن المنازل (السيل الكبير): لأهل نجد.
    • يلملم (السعدية): لأهل اليمن.
    • ذات عرق: لأهل العراق.

وهذه المواقيت لأهلها ولمن أتى عليها من غير أهلها، أما عن أهل مكة فيحرمون من أدنى الحل _وهو خارج حد الحرم_.

  • يسن للمرأة أن تغتسل في الميقات قبل أن تنوي الإحرام إن تيسر لها ذلك، فإن شق عليها فلا بأس.
  • ومن السنة المرور برًا بالميقات فتعقد المحرمة النية بأداء العمرة قائلةً: (لبيك اللهم عمرة)، فإن خافت المرأة ما يمنعها من وصولها إلى الحرم، فلها أن تشترط قائلة: (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني).

أما إذا كان سفر المرأة بحرًا أو جوًا بمحاذاة الميقات فيجب عليها أن تنوي الإحرام عند المحاذاة، ولا يحل لها تجاوز الميقات دون الإحرام.

  • لا ترتدي المرأة حال إحرامها ما يغطي وجهها، فلا ترتدي البرقع ولا النقاب على الوجه، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “لا تنتقب المحرمة”، إلا أنه يجوز لها أن تنزل غطوة على وجهها كأن تنزل من طرف حجابها ما يغطي وجهها، أما عن ارتداء المرأة الكِمامة في حين انتشار العدوى أو الخوف من المرض فلا بأس، كما أنها لا ترتدي القفازين أو ما شابههما مما يغطي الكفين.
  • يسن لمن تنوي العمرة أن تجعل إحرامها بعد صلاة الفريضة، فإن لم يتيسر لها ذلك تصلي ركعتين سنة الإحرام إذا كان ميقات إحرامها ذو الحليفة (أبيار علي).
  • بعد الإحرام تكثر المرأة من التلبية إلى حين شروعها بالطواف بالبيت الحرام، ويستحب لها أن تلزم الصيغة الواردة عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وهي: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، وتلبي المرأة بصوتٍ خفيض غير مسموع ولا يشرع لها أن ترفع صوتها بالتلبية، قال الشيخ العثيمين: (وأما المرأة فلا ترفع صوتها بالتلبية ولا غيرها من الذكر لأن المطلوب في حقها التستر).

محظورات الإحرام

إذا أحرمت المرأة فلا بد أن تتجنب محظورات الإحرام، وهي:

  • تقليم الأضافر.
  • قص أو حلق شيءٍ من شعر الرأس أو البدن.
  • تطييب البدن أو اللباس.
  • الجماع أو مقدماته.
  • قتل الصيد.
  • عقد النكاح أو الخطبة.
  • لبس النقاب أو القفازين_ كما ذكر أعلاه_.

الطواف بالبيت

  • مهابةً وتعظيمًا وإجلالًا تدخل المحرمة البيت الحرام مقدمةً رجلها اليمنى في الدخول، قائلةً: (اللهم صل على رسول الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك).
  • تتلبس المرأة الحياء والخشوع والعفة، وتستحضر نعم الله عليها بأن اصطفاها وسهل لها الوصول لبيته الحرام ويسر لها الطاعة، وتنقطع عن التلبية بمشاهدتها الكعبة المشرفة.
  • تتوجه المعتمرة نحو ركن الحجر الأسود لتبدأ الطواف بمحاذاة الحجر الأسود، فتشير إليه قائلةً: (بسم الله، الله أكبر)، وتطوف سبعة أشواط تنتهي عند الحجر الأسود، وفي كل شوط ترفع يدها بمحاذاة الحجر الأسود وتكبر.
  • إن تيسر للمرأة ذلك فإنه يسن لها لمس تقبيل الحجر الأسود، فإن لم تستطع استلمته بعصًا أو نحوه وقبلتها، فإن لم تستطع الاستلام أشارت إليه ولا تقبل ما أشارت به، فإن كان دخولها عند الحجر وتقبيله فيه أذًى لها أو لغيرها، أو فيه تزاحم ومخالطة للرجال، فلا يشرع لها ذلك بل تحرص على البعد عن مخالطة الرجال وتجتهد في التستر والتصون وعدم التزاحم ما أمكن لها ذلك، ثم بعد اجتهادها هذا لا تلام على ما وقع من ذلك كله دون إرادتها.
  • يشترط لصحة الطواف الطهارة بأن تكون المرأة على طهارة من الحدثين الأصغر والأكبر مجتنبة للنجاسة؛ لأن الطواف مثل الصلاة غير أنه لا يجوز فيه الكلام، ففيما جاء عن ابن عباس _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: (الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام).
  • ينبغي على المرأة في هذا الموقف أن تنشغل بالذكر والدعاء وأن تبتعد عن الخصومات والجدال والمزاح فإنها في موطن عظيم تغفر فيه الذلات، وتعتق فيه الرقاب من النار، وترفع فيه الحسنات.
  • إذا حازت المرأة الركن اليماني استلمته دون تقبيل فإن لم يتيسر لها ذلك تركته ومضت في طوافها، ولا تشير إليه بيدها ولا تكبر، ويسن للمرأة في المسافة بين الركن اليماني أن تكثر من قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، في غير ذلك تدعو بما شاءت.
  • تستحضر المرأة في أثناء طوافها عظمة الله وقدرته في تخليص البيت الحرام من دنس الشرك وعبادة الأصنام التي كانت تنتشر حول الكعبة في الجاهلية، وتستشعر مهابة البيت وعظمته في أنه أصبح مقصد المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، كما تستشعر عظمة أن يصادف خفها موضع لخفي النبي _صلى الله عليه وسلم_.

ركعتا الطواف

  • بعد نهاية الشوط السابع من الطواف تتوجه المرأة خلف مقام إبراهيم فتصلي ركعتين سنة الطواف إن تيسر لها ذلك، فإن شقت عليها الصلاة خلف مقام إبراهيم تصلي في أي موضع في الحرم.
  • ويسن للمرأة أن تصلي الركعة الأولى بسورة (الفاتحة) وسورة (الكافرون)، وفي الركعة الثانية تصلي بسورة (الإخلاص) بعد الفاتحة.
  • كما يسن للمرأة بعد الانتهاء من الطواف أن تشرب من ماء زمزم وهي في الطريق إلى المسعى.

السعي بين الصفا والمروة

  • يكون السعي بين الصفا والمروة بأن تسعى المرأة شبعة أشواط بين الجبلين تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة، فبعد انتهاء المرأة من الطواف تمضي إلى المسعى، فتصعد إلى الصفا قائلة: أبدأ بما بدأ الله به، ثم تتلو قول الله تعالى: “إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”، وتتوجه إلى القبلة فتحمد الله تعالى وتكبره، وتدعوه بخضوع قائلةً: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، تكرر المرأة هذا الدعاء ثلاث مرات، وتدعو في بين كل مرة بما تشاء.
  • ثم تنزل المرأة من الصفا متوجهة إلى المروة داعيةً ربها بما تيسر، فإذا وصلت إلى المروة تدعو كما فعلت عند الصفا، دون تلاوة الآية، فتتوجه إلى القبلة وتحمد الله تعالى وتكبره، وتدعوه بخضوع قائلةً: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، تكرر المرأة هذا الدعاء ثلاث مرات، وتدعو في بين كل مرة بما تشاء، وبذلك تكون المرأة قد أتمت شوطًا من أصل سبعة أشواط.
  • ثم تعود إلى الصفا بالكيفية ذاتها، وفي كل مرة تذهب فيها المرأة من الصفا إلى المروة أو من المروة إلى الصفا يحتسب ذلك شوطًا، وتستمر كذلك حتى تصعد المروة في الشوط السابع.
  • لابد للمرأة أن تتحرى خلال السعي أن تستوعب جميع المسافة بين الجبلين، ولا يشرع لها أن تصعد فوق أي من الجبلين لا الصفا ولا المروة، ولا أن تهرول _الإسراع في المشي_ بين العلمين الأخضرين؛ لأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ خص الرجال فقط بالهرولة، وقد جاء في قول ابن عمر _رضي الله عنهما_: ( ليس على النساء رمل _أي: هرولة_ بالبيت ولا بين الصفا والمروة، وقال لا تصعد المرأة فوق الصفا والمروة ولا ترفع صوتها بالتلبية).
  • ينبغي للمرأة أن تحافظ على عفتها وخشوعها وتجتهد في التصون والبعد عن مزاحمة الرجال، بل يستحب لها أن تمشي في فوجٍ من النساء، ولا يشرع لها أن ترفع صوتها لا بالدعاء ولا بالتلبية.

التحلل

  • للمرأة إذا انتهت من العمرة وأرادت التحلل أن تقص من شعرها قدر أنملة _وهي مقدار رأس الإصبع_ من جميع الشعر وهو الأولى.
  • وبهذا يحل للمرأة جميع محظورات الإحرام.
  • لم يرد أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ صلى ركعتين بعد العمرة.

وختامًا، يجب على المرأة أن تتبع هدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ في أداء المناسك، وأن تتقي الله في نفسها وفي سفرها وتدعو الله أن يتقبل منها ويتجاوز عنها.

كيفية أداء العمرة للنساء
Sending
User Review
0 (0 votes)

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *